يعد التشهير أحد القضايا الحساسة والمهمة في النظام القانوني الإماراتي، حيث يُعتبر التشهير بمثابة انتهاك لسمعة الأفراد والشركات، وقد جاءت مواد القانون الإماراتي للحد من هذا السلوك الضار وحماية الأفراد والكيانات التجارية من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن نشر معلومات غير صحيحة أو مسيئة.
جدول المحتويات
الفرق بين القذف والتشهير في قانون الإمارات
القذف والتشهير، في حين أن كلا شكلي التشهير، يختلفان في الوسيلة التي يتم من خلالها توصيل البيان التشهيري. يشير القذف إلى البيانات التشهيرية المنطوقة، والتي يتم إجراؤها عادةً في محادثة أو خطاب عام. من ناحية أخرى، يتضمن التشهير بيانات تشهيرية مكتوبة أو منشورة، والتي يمكن أن تظهر في الصحف أو الكتب أو الرسائل أو على الإنترنت.
يعامل قانون دولة الإمارات العربية المتحدة القذف والتشهير باعتبارهما جريمتين منفصلتين، ولكل منهما مجموعة من العواقب القانونية الخاصة بها. على سبيل المثال، بموجب المادة 372 من قانون العقوبات الإماراتي، يمكن لأي شخص يعتدي على شرف أو سمعة فرد من خلال القذف أن يواجه السجن والغرامة. وتعتمد شدة العقوبة على طبيعة التصريح التشهيري والضرر الذي ألحقه بسمعة الضحية.
من ناحية أخرى، يعتبر التشهير جريمة أكثر خطورة نظرًا لقدرته على الوصول إلى جمهور أوسع والتسبب في ضرر أكبر لسمعة الشخص. تنص المادة 373 من قانون العقوبات الإماراتي على أن أي شخص يقوم علناً بإهانة شخص آخر أو التشهير به عن طريق القذف يمكن أن يواجه عقوبة أشد، بما في ذلك عقوبة السجن لفترة أطول وغرامة أعلى.
التشهير في وسائل التواصل الاجتماعي
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يخضع التشهير لقانون العقوبات الإماراتي وقانون الجرائم الإلكترونية. ونصت المادة 372 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بالغرامة التي لا تزيد على عشرين ألف درهم كل من خدش عرض إنسان أو تواضعه بإحدى طرق العلانية. . ومن ناحية أخرى، يتناول قانون الجرائم الإلكترونية على وجه التحديد التشهير المرتكب من خلال منصات الإنترنت، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. وتنص المادة 20 من قانون الجرائم الإلكترونية على أن كل من يستخدم نظام معلومات إلكتروني أو أي من وسائل تكنولوجيا المعلومات في انتهاك خصوصية شخص آخر بطريقة لا يسمح بها القانون، يعاقب بالسجن والغرامة.
كيفية رفع قضية تشهير في الإمارات
في البداية، من المهم فهم نوعي التشهير المعترف بهما في قانون دولة الإمارات العربية المتحدة: القذف والتشهير. يشير القذف إلى البيانات التشهيرية المنطوقة، بينما يشير التشهير إلى البيانات المكتوبة أو المنشورة. ويعتبر كلا النوعين جرائم جنائية بموجب قانون دولة الإمارات العربية المتحدة، وللطرف المتضرر الحق في اللجوء إلى القانون.
الخطوة الأولى في رفع قضية التشهير هي جمع كل الأدلة اللازمة. يمكن أن يشمل ذلك نسخًا من البيان التشهيري أو شهادات الشهود أو أي دليل آخر يدعم مطالبتك. يجب أن يُظهر الدليل بوضوح أن التصريح كان كاذبًا، وأنه تم الإدلاء به علنًا، وتسبب في الإضرار بسمعتك. ومن الضروري أيضًا إثبات أن المتهم أدلى بالأقوال عمدا مع علمه بأنها كاذبة.
بمجرد جمع كل الأدلة اللازمة، فإن الخطوة التالية هي استشارة أحد المتخصصين القانونيين. يمكن للمحامي المتخصص في قضايا التشهير تقديم نصائح وإرشادات قيمة طوال العملية. يمكنهم مساعدتك على فهم حقوقك، وتقييم قوة قضيتك، وإرشادك إلى أفضل مسار للعمل.
وبعد التشاور مع محامٍ، يمكنك بعد ذلك تقديم شكوى إلى مركز الشرطة المحلي. يجب أن تتضمن الشكوى تفاصيل الفعل التشهيري، وأن تقدم الأدلة، وأن تذكر بوضوح مطالبتك بالعدالة. ومن المهم الإشارة إلى أن قانون دولة الإمارات العربية المتحدة يسمح بفترة ثلاثة أشهر من تاريخ الفعل التشهيري لتقديم الشكوى. وأي تأخير بعد هذه الفترة قد يؤدي إلى رفض الدعوى.
وبعد تقديم الشكوى ستقوم الشرطة بالتحقيق. إذا وجدوا أدلة كافية لدعم مطالبتك، فسيتم إحالة القضية إلى النيابة العامة. وتقوم النيابة العامة بعد ذلك بمراجعة القضية وتقرر ما إذا كانت ستستمر في الدعوى أو ترفضها.
إذا انتقلت القضية إلى المحكمة، فسيقوم القاضي بمراجعة الأدلة والاستماع إلى الحجج من كلا الجانبين. يقع عبء الإثبات على عاتق المدعي، الذي يجب عليه إقناع المحكمة بأن البيان التشهيري كان كاذبًا ومضرًا. إذا وجدت المحكمة لصالح المدعي، فقد يتعرض المدعى عليه لعقوبات تشمل الغرامات أو السجن أو كليهما.
في الختام، يتضمن رفع قضية تشهير في دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من الخطوات، بدءًا من جمع الأدلة والتشاور مع محامٍ، وحتى تقديم شكوى وربما الذهاب إلى المحكمة. إنها عملية تتطلب إعدادًا دقيقًا وفهمًا شاملاً لقانون التشهير في دولة الإمارات العربية المتحدة. على الرغم من أنها يمكن أن تكون عملية صعبة، إلا أنها مسار عمل ضروري لأولئك الذين تعرضوا للظلم ويسعون إلى حماية سمعتهم.
عقوبة التشهير في الإمارات
في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يعد التشهير جريمة مدنية فحسب، بل جريمة جنائية أيضًا. وهذا يعني أن الأفراد المدانين بتهمة التشهير يمكن أن يواجهوا الغرامات والسجن. وينص قانون العقوبات الإماراتي، بموجب المادة 372، على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بالغرامة التي لا تزيد على عشرين ألفاً من خدش شرف إنسان أو تواضعه بإحدى طرق العلانية. دراهم. وتكون العقوبة أشد إذا كان الضحية موظفا عاما أو مكلفا بخدمة عامة.
يعالج قانون الجرائم الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة أيضًا التشهير الذي يتم عبر المنصات الإلكترونية. وينص القانون، بموجب المادة 20، على أن كل من يستخدم شبكة حاسوبية أو نظام معلومات إلكتروني في انتهاك خصوصية شخص آخر، بطريقة لا تسمح بها القوانين أو دون موافقة المجني عليه، يعاقب بالسجن والغرامة التي لا تقل عن لا تزيد على مائة وخمسين ألف درهم ولا تزيد على خمسمائة ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين. ويشمل ذلك التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائل البريد الإلكتروني أو أي وسيلة رقمية أخرى.
لا تقتصر عواقب التشهير في دولة الإمارات العربية المتحدة على العقوبات القانونية. ويمكن أن تكون التداعيات الاجتماعية والمهنية مدمرة بنفس القدر. قد يواجه المتهم النبذ الاجتماعي، وفقدان السمعة، وحتى فقدان العمل أو الفرص التجارية. يمكن أن يكون التأثير طويل الأمد ويمكن أن يؤثر على جوانب مختلفة من حياة المتهم.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن قانون دولة الإمارات العربية المتحدة لا يفرق بين المقيمين وغير المقيمين عندما يتعلق الأمر بالتشهير. وهذا يعني أنه حتى السياح والمغتربين يخضعون لنفس القوانين ويمكن أن يواجهوا نفس العواقب إذا ثبتت إدانتهم بتهمة التشهير. لذلك، من المهم أن يكون كل من يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة أو يزورها على دراية بهذه القوانين وأن يتوخى الحذر عند الإدلاء بتصريحات عن الآخرين، سواء شفهيًا أو كتابيًا أو عبر المنصات الرقمية.
في الختام، يعد التشهير جريمة خطيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولها عواقب قانونية واجتماعية ومهنية خطيرة. تم تصميم قانون دولة الإمارات العربية المتحدة لحماية شرف وكرامة الأفراد والمنظمات، وأي انتهاك لهذا القانون يمكن أن يؤدي إلى غرامات، والسجن، وفقدان السمعة، وتداعيات أخرى. لذلك، من الضروري احترام حقوق الآخرين وكرامتهم والامتناع عن الإدلاء بتصريحات كاذبة أو ضارة.
تعتبر قوانين التشهير الصارمة في دولة الإمارات العربية المتحدة بمثابة تذكير بأهمية الحفاظ على الاحترام والوئام في المجتمع. وهي تؤكد القيمة التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة لكرامة وشرف الأفراد والمنظمات، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن انتهاك هذه المبادئ. سواء كنت مقيمًا أو زائرًا، فإن فهم هذه القوانين والالتزام بها ليس مجرد التزام قانوني، ولكنه أيضًا شهادة على احترام الفرد للقيم التي تتمسك بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
الاسئلة الشائعة
1. ما هو تعريف التشهير في القانون الإماراتي؟
– التشهير هو نشر معلومات كاذبة أو مسيئة عن شخص أو كيان، قد تؤثر على سمعتهم الطيبة.
2. ما هي القوانين التي تنظم التشهير في الإمارات؟
– يتم تنظيم التشهير في الإمارات بموجب مواد مختلفة من القانون الجنائي والقانون المدني.
3. ما هي العقوبات المترتبة على ارتكاب جريمة التشهير في القانون الإماراتي؟
– يمكن توقع عقوبات قانونية تتضمن السجن والغرامات المالية، وذلك حسب خطورة التشهير وتأثيره على الضحية.
4. هل يمكن للأفراد اللجوء إلى المحكمة المدنية لمقاضاة من قام بالتشهير بهم؟
– نعم، يحق للأفراد المتضررين التقدم بدعوى أمام المحكمة المدنية للمطالبة بتعويضات مالية جبرية نتيجة للتشهير.
5. هل تشمل التشريعات الإماراتية التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
– نعم، التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُعتبر جريمة وفقًا للتشريعات، ويمكن توقع عقوبات قانونية.
6. هل يوجد استثناءات لحق الحرية في التعبير عن الرأي في حالات التشهير؟
– نعم، ولكن يجب أن يكون التعبير عن الرأي داخل حدود القوانين وألا يتسبب في إلحاق ضرر كبير بسمعة الآخرين.
7. هل يمكن رفع دعوى قضائية ضد وسائل الإعلام في حالة نشرها معلومات مسيئة دون التحقق من صحتها؟
– نعم، يمكن رفع دعوى قضائية ضد وسائل الإعلام إذا كانت قد قامت بنشر معلومات غير صحيحة وتسببت في التشهير.
8. هل يمكن للشركات رفع دعوى قضائية ضد الأفراد أو الكيانات التي تشوه سمعتها بشكل غير مبرر؟
– نعم، يمكن للشركات رفع دعوى قضائية لحماية سمعتها والمطالبة بتعويضات في حالة التشهير غير المبرر.
في الختام، يعتبر التشهير في القانون الإماراتي جريمة خطيرة. يتم تنظيمه بشكل صارم ويعاقب عليه بغرامات باهظة أو بالسجن. ويهدف القانون إلى حماية سمعة الأفراد وكرامتهم من الاتهامات الباطلة أو الإهانات. ويغطي كلا من البيانات الشفهية والمكتوبة، بما في ذلك تلك التي يتم الإدلاء بها عبر الإنترنت. ويؤكد قانون دولة الإمارات العربية المتحدة على الاحترام والنزاهة بين المقيمين فيها، ويعتبر أي عمل من أعمال التشهير بمثابة انتهاك لهذه القيم.